منتديات التدريب الدولي
كتاب لحظات تتمسك بها: عندما يصبح الحبر مرآةً للروح - نسخة قابلة للطباعة

+- منتديات التدريب الدولي (https://forum.benaaitc.com)
+-- قسم : المنتديات العامة (https://forum.benaaitc.com/forum-1.html)
+--- قسم : المواضيع العامة (https://forum.benaaitc.com/forum-2.html)
+--- الموضوع : كتاب لحظات تتمسك بها: عندما يصبح الحبر مرآةً للروح (/thread-61651.html)



كتاب لحظات تتمسك بها: عندما يصبح الحبر مرآةً للروح - jona - 10-21-2025


هناك كتبٌ تمرّ علينا فتمضي، وهناك كتبٌ تترك فينا أثرًا لا يُمحى، تعيد ترتيب أفكارنا وتفتح في قلوبنا نوافذ جديدة على الحياة. من بين هذه الأعمال المميزة، يبرز كتاب لحظات تتمسك بها للكاتب اللبناني أدهم الشرقاوي، الذي يُعرف بقدرته على لمس الوجدان بكلماته الصادقة والمليئة بالحكمة والتجربة.
في هذا الكتاب، يأخذنا الشرقاوي في رحلة تأملية عميقة داخل النفس البشرية، حيث يروي لحظات إنسانية نعيشها جميعًا، لكننا غالبًا لا ننتبه إلى قيمتها إلا حين تمضي. لحظات صغيرة، لكنها تصنع الفرق في حياتنا، وتُعيد إلينا الإيمان بأن في التفاصيل جمالًا لا يُقدّر بثمن.
من هو أدهم الشرقاوي؟
أدهم الشرقاوي كاتب لبناني، تخرّج في كلية الأدب العربي ودرس الدراسات الإسلامية، مما جعل فكره يجمع بين الإيمان والإنسانية، وبين عمق اللغة وجمالها.
اشتهر بأسلوبه الأدبي الهادئ الذي يمزج بين الحكمة والتجربة، وبين التأمل في الدين والحياة بطريقة واقعية قريبة من القلب.
لقد أصبحت كتب أدهم الشرقاوي علامة فارقة في الأدب العربي الحديث، لأنها تتناول القضايا الإنسانية بأسلوب أدبي بعيد عن التعقيد، فتلامس القلب والعقل في آنٍ واحد. ومن يقرأ له مرةً، غالبًا سيبحث عن جميع مؤلفاته الأخرى، لما فيها من صدقٍ وإلهام.
فكرة كتاب لحظات تتمسك بها
الكتاب يقوم على فكرة بسيطة وعميقة في الوقت نفسه: أن في الحياة لحظات قليلة تستحق أن نتمسك بها، لأنها تمنحنا المعنى الحقيقي للوجود.
قد تكون هذه اللحظات لقاءً عابرًا، كلمة صادقة، دمعة ندم، أو موقفًا فتح أعيننا على أنفسنا.
يُذكّرنا أدهم الشرقاوي من خلال صفحاته بأننا في زحمة الحياة كثيرًا ما نغفل عن الجمال الكامن في الأشياء البسيطة، ونركض وراء ما لا يستحق.
يُعيدك الكتاب إلى جوهر الإنسان: المحبة، الرضا، الإيمان، والعلاقات التي تبنيك لا تلك التي تُنهكك. كل صفحة تحمل رسالة تُشبه دفعة هادئة إلى قلبك، تهمس لك أن تتأنّى، أن تتأمل، وأن تتذكّر أن للحياة قيمة لا تُقاس بالزمن، بل بما نحمله من مشاعر صادقة.
أسلوب الكتاب
الأسلوب الذي يميز أدهم الشرقاوي في كتاب لحظات تتمسك بها هو مزيجه الفريد بين الأدب والفكر. لا يقدم النصوص على شكل مواعظ جامدة، بل يسردها بأسلوب قصصي مليء بالعاطفة والتجربة.
ستجد نفسك وأنت تقرأ، تنتقل من قصة إلى أخرى دون أن تشعر بالملل، لأن كل قصة تحمل حكمة جديدة وتجربة مختلفة.
لغة الكتاب رشيقة وسهلة، لكنها عميقة في معناها. الجمل قصيرة، لكنها تُلامس القلب بقوة.
يكتب الشرقاوي كما يتحدث صديق إلى صديقه، بصدقٍ ودفءٍ وبساطة.
إنه من أولئك الكتّاب الذين يجعلونك تشعر أن الكلمات كُتبت خصيصًا لك، لتُذكّرك بشيءٍ نسيتَه، أو لتمنحك القوة حين تضعف.
محتوى الكتاب وأبرز محاوره
يضم الكتاب مجموعة من الفصول القصيرة، يتناول كل منها لحظة من لحظات الحياة التي تستحق أن نتمسك بها، مثل:

  1. لحظات العطاء: حين تُعطي بلا مقابل وتشعر أن في ذلك اكتمالك الإنساني.
  2. لحظات الإيمان: حين تُدرك أن كل ما يحدث لك كان بتقديرٍ إلهي، وأن الخير مختبئ في كل ما يؤلمك.
  3. لحظات الفقد: كيف تتعامل مع الخسارة دون أن تفقد ذاتك أو إيمانك بالحياة.
  4. لحظات اللقاء: عن الذين يدخلون حياتنا في الوقت المناسب ليغيروا فينا الكثير.
  5. لحظات التسامح: التي نختار فيها أن نُحب رغم الألم، وأن نغفر رغم الجرح.
كل محور في الكتاب مكتوب بروحٍ أدبيةٍ آسرة، وكأن الكاتب يمسك بيدك ليقول: "توقّف قليلًا، هناك ما يستحق أن تتمسك به."
الرسائل التي يحملها الكتاب
يحمل كتاب لحظات تتمسك بها رسالة عميقة مفادها أن الحياة ليست في الأيام الطويلة التي نعيشها، بل في اللحظات القصيرة التي تُنير داخلنا شيئًا ما.
يدعوك الشرقاوي لأن تُدرك قيمة الحاضر، وأن تعيشه بوعي، لأن اللحظة التي تفوت لا تعود أبدًا.
ومن بين أبرز الرسائل التي تتكرر في الكتاب:
الكاتب لا يقول ذلك كشعارات، بل يرويها من تجاربه وتأملاته في الناس والحياة، مما يمنح النصوص صدقًا كبيرًا يجعلها تلامس القارئ بعمق.
لماذا نتمسك بهذه اللحظات؟
لأنها ببساطة، هي ما يجعلنا بشرًا.
في عالم سريع لا يتوقف، وفي حياةٍ مليئة بالضوضاء والضغط، تأتي هذه اللحظات كاستراحة روحية، كأنها تذكير بأننا لا نعيش فقط لننجز، بل لنشعر ونُحب ونتأمل.
أدهم الشرقاوي يذكّرنا أن التمسك بهذه اللحظات لا يعني الهروب من الواقع، بل يعني أن نعيش الواقع بإدراكٍ أكبر.
أن نحمد الله على ما لدينا بدلًا من الركض وراء ما ليس لنا، وأن نُدرك أن كل يومٍ يُمكن أن يحمل لنا شيئًا جميلًا إن نظرنا إليه بعين الامتنان.
أثر الكتاب في القارئ
من يقرأ هذا الكتاب يشعر بأنه يقرأ نفسه بين السطور.
تجد فيه ما يُواسيك حين تتعب، وما يُذكّرك بأنك لست وحدك في صراعاتك الصغيرة.
الكثير من القرّاء وصفوا الكتاب بأنه “رفيق للروح”، يعودون إليه كلما شعروا بأنهم بحاجة إلى طمأنينة.
إنه ليس كتابًا يُقرأ مرة واحدة، بل عملٌ يمكن الرجوع إليه مرارًا، لأن كلماته تكتسب معنى جديدًا مع كل قراءة جديدة.
ومع مرور الوقت، تدرك أنك بدأت أنت أيضًا ترى “لحظات تتمسك بها” في حياتك اليومية، كما أراد الكاتب تمامًا.
[url=https://www.tumblr.com/edit/ultimateconduitshapeshifter/798037623884152833][/url]